مدونة عن خدمات الكتابة والتحرير
مكسيم خليل في دور غسان
انتهت الحلقة الأخيرة من مسلسل أولاد آدم بكثير من الواقعية والمنطق، نهاية تُشبه الجو العام للمسلسل الذي يدنو كثيرًا من الحقيقة ويغوص في النفس البشرية الخطّاءة.
كما كتبتُ سابقًا عن دور قيس الشيخ نجيب، الذي قام بنقلة نوعية من خلال دور سعد، كذلك لا بد من رفع القبعة لغسان، غسان الذي أقنعنا بدور الشر، وتلذذه بأذية الآخرين. استطاع مكسيم خليل الممثل السوري تحفيزنا على كرهه، والنفور منه، وهذا يُحسب له.
قام خليل بتأدية دور الشرير في مسلسل الولادة من الخاصرة، لكنه هذا العام برز بوضوح من خلال حرصه على التفاصيل المتعلقة بالدور، فهو إعلامي وصولي، يستغل عذابات الآخرين، مرضه النفسي يجعله يتقن دور الطيب الذي يحاول تخفيف آلام الآخرين، حتى يصل إلى مبتغاه.
لا نستطيع إلا ان نرفع القبعة لممثل دفع الجميع الى النفور منه، فمن يقرأ التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي، يلحظ الإجماع على الدور الذي حفر عميقًا في نفوسنا كمشاهدين. فالشر لا يمكن لأي ممثل أن يؤديه ان لم يكن متمكنًا من أدواته، وهذا ما أبدع فيه مكسيم خليل، ما يجعله جوكر هذا العام بلا منازع.
هناك الكثير من غسان بيننا، يستبدلون قناعاتهم حسب الظرف، فمرى تراه طيب، محب، حنون، ومرات أخرى شرير، وحش، يستغل نقاط ضعف من أمامه ويحتفل بجعلهم يخافون أو يقلقون.
هنيئًا لنا بممثل يعرف كيف يوظّف قدراته وإمكانياته التمثيلية، ولو لم يُعرض مسلسل أولاد آدم في هذا الشهر الفضيل، لكنا خسرنا مشاهدة ممتعة على مدى ثلاثون حلقة، فيها من التشويق والترقب ما فيها. هنا لا بد من الإشادة بكتابة رامي كوسا الذي أجاد بالتوغل في النفس البشرية، وتعرية ضعفها وأخطائها، كما أن المخرج الليث حجو ابدع في إيصال تعابير وجوه الممثلين، بواسطة إدارته.
مسلسل أولاد آدم من الأعمال القليلة التي أثبتت نجاحها هذا العام، بسبب الأزمة التي فرضها فيروس كورونا على الإنتاج الدرامي، الذي كان مهددًا بالتوقف وعدم العرض، لولا خطة الطوارئ التي اعتمدها المنتجين، كي يتم إنجاح الموسم الرمضاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق