مدونة عن خدمات الكتابة والتحرير
البرنس: بطولة جماعية |
مسلسل البرنس
بدون شك أن مسلسل البرنس، من الأعمال الدرامية التي فرضت نفسها بقوة في هذا الشهر الفضيل، لتوافر كافة متطلبات النجاح التي يحتاجها أي عمل درامي للبروز بقوة. قد تبدو القصة تقليدية ومكررة في المسلسلات، أخوة يأكلون حق شقيقهم في الميراث بعد وفاة والدهم، يقتلون زوجة أخيهم وإبنه، بينما ينجو هو وطفلته من الموت، فيتآمر أخوته عليه ويدخل السجن.
لكن بعد مشاهدة بضع حلقات من المسلسل الرمضاني نجد أنفسنا أمام عمل متقن بإحكام، وبطولة جماعية تستحق الوقوف عندها، رغم تميّز محمد رمضان الذي أثبت أنه رقمًا صعبًا في المعادلة التلفزيونية، لا بد من التوقف عند أداء كافة الممثلين والممثلات المشاركين والمشاركات في العمل.
استطاع كل ممثل في هذا العمل المصري، وضع بصمته الخاصة به في أداء دوره، بداية من أحمد زاهر الذي تفوّق على نفسه في دور فتحي الشرير، الذي لا يُراعي دين أو قانون، وكل همه الاستيلاء على ميراث والده، بعدما كتبه الأخير قبل وفاته باسم رضوان (محمد رمضان)، لثقته به وتيّقنه أنه لن يُضيع املاكه هباءًا، ولن يحرم أخوته من حقوقهم في الميراث. يتصدّى فتحي (أحمد زاهر) الذي تفوّق في الشر على باقي أشقائه، وكان رأس الحربة في التخطيط للنيل من عائلة رضوان.
لم يكن فتحي ليتمكن من تنفيذ خطته لولا مساندة زوجته الثانية فدوى (روجينا) التي أبدعت هي الأخرى في أداء دور تاجرة مخدرات ولها سلطتها على من حولها، وقامت بتشجيع زوجها على تنفيذ خططه الإجرامية. أيضًا تبرز الممثلة المصرية رحاب الجمل التي قامت بدور عبير، والتي لا تقل إجرامًا عن فتحي، شقيقها، فتوافقه على الإنتقام من رضوان وعائلته حتى لا يتمكنوا من وراثته من بعده، فاستطاعت إجادة دورها على أكمل وجه، سيما مع تعابير وجهها التي تُشعرك بحقيقة ما تقدّمه.
إذن، تتوافر كل عناصر النجاح في مسلسل البرنس، مع كل حلقة يزداد التشويق والإثارة، لنجد أنفسنا أمام مسلسل متميز نصًا وتمثيلًا وإخراجًا الذي تولاه محمد سامي.
لماذا محمد رمضان؟
محمد رمضان في دور البرنس |
استطاع نجم البرنس، محمد رمضان فرض نفسه كرقم صعب، رغم كل الجدل الذي يُثيره مع كل تصريح أو إطلالة فنية، لكنه حين يعود إلى ملعبه الأول ألا وهو التمثيل، يتمكّن بموهبته وذكاء خياراته، أن يكرّس نفسه ممثل صف أول، أتذكّر أولى بطولاته في إبن حلال في العام 2014 على ما أعتقد، كيف أثار الجدل بين المشاهدين والنقاد على حدٍ سواء، جدلًا إيجابيًا بالطبع، بهدا كرّت السُبحة مع الأسطورة، وغيرها من الأعمال وصولًا إلى مسلسل البرنس.
لم يكتفِ رمضان بالتمثيل، بل اتّجه إلى الغناء، واستطاعت أغنياته ذات طابع الرسائل الوصول إلى الجمهور، وتكريسه فنانًا متربعًا على عرش النجومية. رغم الهجوم الذي تعرّض له رمضان، الاّ أنه ثابت في ملعبه، فهو موهوب، ذكي، ويجيد ما يقوم به، تلك عناصر نجاحه واستمراريته.
لفتني في أحد الفيديوهات على اليوتيوب إتهام محمد رمضان بإفساد جيل الشباب، وأنه يسوّق للبلطجة والعنف، استوقفني الفيديو، لما يُسقط على رمضان إتهامات باطلة، وأنا هنا لا أدافع عنه.
لكنني أتساءل: هل حقًا محمد رمضان مسؤول عن إفساد جيل الشباب؟
هنا يتبادر إلى ذهني سؤال جوهري: ما هو دور الأهل هنا؟! إن كنت تخاف على أخلاق ابنك، وتعتقد أن رمضان هو السبب المباشر عن تردّي أحوال الشباب المصري، ما هو دورك أنت كأب أو كأم؟ لو أنك زرعت في ولدك مبادئ الخير بشكلٍ صحيح، وقدمت له نموذجًا صالحًا في المنزل لما كان الولد سيتأثر بمحمد رمضان أو غيره! هذا إذا اعتبرنا ان محمد رمضان يشجع على الفسق. واجبك كأب يفرض عليك تربية ابنك وفق الأصول، وعدم رمي المسؤولية على الآخرين.
ربما لا يروق للبعض نجاح محمد رمضان، وربما الزوبعة التي تُثيرها تصريحاته الإعلامية تساهم في تربّص البعض به، لكن ما لا يمكن إنكاره هو نجاحه وفرض نجوميته، فبات المشاهدون ينتظرون أدوراه وأعماله الفنية، وهذا دليل على حجز رمضان لنفسه، مقعدًا في الدراما الرمضانية، ودور بطولة لا يثستهان به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق