اخر التدوينات

LightBlog

السبت، 25 أبريل 2020

الدراما السورية... هل هي بخير؟

مدونة عن خدمات الكتابة والتحرير



لطالما ارتبطت الدراما السورية بالواقعية ومناقشة القضايا الاجتماعية بسلاسة وبساطة. منذ أن وعينا على مشاهدة الأعمال الدرامية كانت الدراما المصرية حاضرة وحدها في الساحة، ان كانت مسلسلات او افلام. اما بداية المشاهدة الممتعة بالنسبة لي كانت مع انتشار الأعمال السورية الدرامية التي اخذت المشاهدة الى رؤية مختلفة تماما عن السابق.

بتنا قبل بداية شهر رمضان من كل عام، نتطلع إلى الاعمال السورية المشاركة في السباق الرمضاني، نتعرّف على كواليس العمل، الممثلين والكتاب المشاركين، اضافة الى اسم المخرج لأننا كنا ندرك أن اسم المخرج كان كفيلًا بايصال الصورة كما يجب، أما الدراما اللبنانية حينها فكانت حدّث ولا حرج، إلى أن انتشرت الأعمال التلفزيونية المشتركة، فصرنا نرى الممثلين اللبنانيين بتركيبة واحدة مع فريق العمل السوري، وهذا ما اعطى دفعّا للدراما اللبنانية، ومن يدّعي عكس ذلك، فهو موارب للحقيقة.

الأعمال المصرية عالجت قضايا المجتمع المصري، ووضعت الأصبع على المشاكل اليومية التي تواجه المصري، فيما بعد برزت الأعمال السورية المرتبطة بشكل وثيق بالمشاكل التي يواجهها المواطن السوري، قبل الأزمة السورية، وبعدها. من هنا اكتسبت المسلسلات السورية مصداقيتها، نظرًا لأنها اعتمدت على قصص واقعية، بعيدًا عن البهرجة . حتى أشكال الممثلات كانت طبيعية، لا تشعر أنك أمام عمل تمثيلي بل مشهد واقعي يُحاكي الوجع السوري.

حتى السنة الماضية، حافظت الدراما السورية على ألقها، رغم قلة الاعمال التي تستأهل المشاهدة، لكن من منا ينسى مسلسل مسافة أمان؟ وفي السنوات السابقة مسلسل الندم الذي واكب الأزمة السورية وتأثيرها على المجتمع السوري، فكانت عائلة عبدو الغول هي النسخة المصغرة عن الأحداث والمشاكل التي واجهتها كل عائلة سورية، من تشرّد واستغلال وقتل، إضافة إلى التفكّك الأسري، وفقدان الأحبة.

لطالما شكّلت المسلسلات السورية مرآة الواقع كما هو، بحلوه ومرّه، ببشاعته وجماله، يخطر على بالي الآن مسلسل روزانا، غدًا نلتقي، جلسات نسائية الذي توغّل في عالم النساء عبر قصص مجموعة من الصديقات تعترضهن مشاكل، عرف الكاتب كيف يعالج هذه المشاكل بعيدًا عن المبالغة.

قائمة المسلسلات السورية التي تركت بصمة في تاريخ التلفزيون، طويلة، وجميعها تركت أثرًا لدى المشاهد العربي. كما انها شكّلت تحدٍ للدراما العربية بالمجمل. ولم تقتصر هذه الأعمال على المواضيع الاجتماعية الشائكة، حتى الأعمال الكوميدية تركت بصمة لا يُستهان بها، كمسلسل يوميات جميل وهناء، ضيعة ضايعة، عيلة ست نجوم، يوميات مدير عام، بقعة ضوء، وغيرها.

في الواقع، خلال بحثي عن مسلسل سوري أتابعه خلال الشهر الفضيل، لم أجد مسلسلًا واحدًا أشاهده. بدون شك أن الأزمة التي فرضتها جائحة كورونا، ساهمت بشكلٍ كبير على الإنتاجات العربية ككل، وليس السورية فحسب، إذ خرجت العديد من الأعمال من السباق الرمضاني، بسبب الحجر الصحي، وفرض منع التجول والاختلاط.. يُضاف إلى ذلك الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الإنتاج، فسمعنا عن إقفال العديد من الصحف والتلفزيونات، إضافة إلى صرف موظفين من مؤسسات إعلامية عريقة.

إذا أردتم نصيحتي لمشاهدة عمل درامي متقن يمكنكم متابعة مسلسل أولاد آدم، سوري لبناني مشترك، يلفت النظر بدءً من الموسيقى التصويرية التي تشد الانتباه، إضافة إلى الأداء المتميّز لمكسيم خليل، وقيس الشيخ نجيب. هذا ما يظهر حتى الآن، كما أنني أعزم على متابعة مسلسل النحّات للممثل المتمكّن باسل خياط الذي يعرف كيف يأسرنا بأدواره المختلفة.

وأنتم ماذا تتابعون من مسلسلات خلال الشهر الفضيل؟



    التعليقات

    هناك تعليق واحد:

    1. قبل الثورة السورية، وعلى مدار السنوات كنت أتابع المسلسلات السورية وأفضلها على المصرية، كنت أحفظ أسماء الممثلين والممثلات، وأهتم بمشاهدة المسلسل حسب الأبطال، اما بعدها توقفت عن ذلك ونسيت اسمائهم.
      اتابع مسلسلات كورية مترجمة فقط :D

      ردحذف

    Publisher ID: pub-7408538024772291

    Adbox