اخر التدوينات

LightBlog

الاثنين، 13 أبريل 2020

كيف نحافظ على لغتنا العربية ونحميها من التشويه؟


#أكتب_بالعربي

كثيراً ما أُصادف أشخاصاً على مواقع التواصل الإجتماعي يتحدثون ما يُعرف اليوم باللغة "اللاتينية" أو "العربتينية"، وهي اللغة التي يتم من خلالها تشويه اللغة العربية عبر الكتابة بالعربية بالأحرف اللاتينية.

طبعًا الأمر لا يتعلّق بالتعصب لـ اللغة العربية، إنما هو محاولة للحفاظ على لغتنا التي نشأنا وتربينا عليها، وبالتالي الحفاظ على هويتنا وتميّزنا، فما هو الضرر مثلاً من استعمال اللغة العربية بالطريقة الصحيحة في تواصلنا مع الآخرين إن من خلال الرسائل النصية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كالفايسبوك, والواتساب, وتويتر, وغيرهم؟ ما الذي ينقصنا كـ "عرب" أن نستعمل لغتنا الأم؟ ليس ضرورياً بالفصحى, وإن كان الأمر لا يضرّ إذا كتبنا "الحالة" أو الستاتوس بالعربية، بضع كلمات عربية مع قواعد سليمة تنقذنا من السخرية لعدم معرفتنا بأبسط قواعد اللغة العربية.

الفاجعة، نعم هي فاجعة بكل المقاييس لما بتنا نراه اليوم من مجازر تُرتكب في عدم معرفة أبسط قواعد اللغة فيما نحرص حين نكتب بالانكليزية على استخدام القواعد بكل دقة، خوفاً من تعرضنا للسخرية من الآخرين، فيما لا نتوانى عن تنصيب الفاعل ورفع المفعول به! وفي أحيانٍ أخرى نستهتر حتى بالتدقيق اللغوي فيما نكتب،, فنحوّل القاف الى همزة، فبدل أن نكتب قلب, نقلبها الى "ئلب"! هل هي قلة مروة مثلاً أن نجتهد قليلاً لنكتب، على الأقل، الكلمات البسيطة التي نتداولها يومياً بحروف صحيحة؟ والأمثلة على ذلك لا تُعد ولا تُحصى.

لعلّ أحد الأسباب الذي دفع الى تراجع استخدام اللغة العربية في يومياتنا هي الطفرة الكبيرة للجامعات الخاصة والتي تستعمل اللغة الانكليزية, كلغة مسيطرة على كافة المواد التعليمية, مما ادّى الى استخدام الطلاب فيما بينهم, إن كان في جامعاتهم, أو خارج جامعاتهم، أغلب الأوقات، وهذا الأمر انسحب على كتابة الحالات على مواقع التواصل الاجتماعي. هنا، لا بد من الاشارة مرة أخرى، أن الأمر لا يتعلق بالتعصّب لـ لغتنا الأم، ولا مانع من استخدام كلمات انكليزية أو فرنسية خلال أحاديثنا عند الضرورة، لكن أن يتحوّل الأمر الى استخدام لغة بديلة عن العربية بشكل يومي ومتواصل، فهذا ما يجعلنا شركاء في جريمة اندثار اللغة العربية.

ويا ليت الأمر توقّف على الأناس العاديين، الذين يكتبون بشكل يومي، بل وصل الأمر إلى من يعتبرون أنفسهم كتّابا! أن تقرأ منشوراً مليئاً بالأخطاء الإملائية واللغوية لمن لا يعرف أصول اللغة، أو ليس بحاجة لتعلّمها وإتقانها بشكل صحيح، أمراً عابراً. أما أن تجد صحافيًا أو كاتبًا روائيًا، لا يكلّف نفسه عناء مراجعة ما كتبه والتأكّد من خلوّه من الأخطاء اللغوية والإملائية القاتلة، فهنا لا يمكن القبول بهذا الأمر مطلقًا!

يا عزيزي! إذا لم تراجع ما تكتبه، إسأل العارفين على الأقل، قد يكون محرّر الصحيفة، أو ناشر كتابك، وهذه مهتهم الأساسية، لا بل واجب المحرر والناشر الإطلاّع على كل حرف من النص، وإجراء كافة التعديلات عليه، قبل نشره. كثيرًا ما أقرأ روايات، ذات لغةٍ ركيكة، وأخطاء لغوية بديهية، صدّقوني لا أكمل القراءة. 


حتى الإعلانات التي لا تتعدى الخمس أسطر، تجد فيها ما هب ودب من أخطاء إملائية، كم من الوقت يحتاج كتابة إعلان صحيح؟ لماذا نصرّ على ارتكاب هفوات  تشوّه لغتنا؟ كثيرًا ما أسمع تعليقات بناء على انتقادي لإعلان تلفزيوني، من قبيل: "ومن يهتم"، أو "لماذا تدققين إلى هذه الدرجة، إنه إعلان بسيط، لا يحتاج إلى كل هذه العصبية"! 

لا أتعامل مع اللغة كجماد، بل أعتبرها مثلنا، تتأثر وتنجرح من الأخطاء التي تُرتكب بحقها، اللغة العربية بالنسبة لي كالقضية الفلسطينية، مقدسة! أجل لغتنا مقدسة وواجبنا الحفاظ عليها، وحمايتها من اللصوص الذين لا يكترثون لكتابة سطرٍ واحد دون أخطاء.      

كما تحرصون على كتابة اللغة الانكليزية بأمانة، عليكم أن تُظهِروا الاحترام ذاته للغتكم الأم، أو لا تكتبوا مطلقًا! الانكليزية ليست مرادفة للتطور والمدنية، والعربية لغة الفئات المهمشة، أبداً، على الإطلاق. اللغة العربية فيها من الجماليات اللغوية التي لا يمكن إحصاؤها أو تعدادها. وإذا كان الهدف من التباهي بالكتابة بأية لغة أجنبية، عليكم أولاً، أن تتعلموا أساسيات اللغة العربية، أكتبوا جملة عربية مفيدة، بعدها فلتتباهوا بما تشاؤون!

استخدامنا اللغة العربية والمحافظة على قواعدها لا يشكّل انتقاصاً من ثقافتنا،  بل هو عودة الى الأصل، الى الهوية، التي من أقل واجباتنا, حمايتها, والاعتزاز بها, كما يعتزّ الانكليزي مثلا باستخدام لغته ولا شيء سواها، علينا نحن أيضاً كعرب، بالاضافة الى اكتساب لغات جديدة, ممارسة الاحترام تجاه لغتنا الأم.

ليكن إحياء اللغة العربية، ممارسة يومية، نعبّر فيها عن هواجسنا ومشاعرنا، عن غضبنا وفرحنا، عن انتصاراتنا وهزائمنا... فـ ليس أجمل من التعبير عمّا يختلج مشاعرنا الا بلغتنا، اللغة العربية.

إذا كنت كاتبًا، روائيًا، أو كاتب إعلانات وتحتاج إلى من يقوم بالتدقيق اللغوي لمشروعك، لا تتردد في التواصل معي من خلال صفحة إتصل بنا في أعلى صفحة المدونة، وللمزيد من الخدمات أنقر هنا

التعليقات

هناك 5 تعليقات:

Publisher ID: pub-7408538024772291

Adbox