اخر التدوينات

LightBlog

الجمعة، 9 أغسطس 2019

بنت مولانا... عن متعة القراءة الثانية


غلاف الرواية


هي حكاية جلال الدين الرومي مع صديقه ومعلمه شمس الدين التبريزي, وكيميا المنضمة الى عائلة "مولانا". تغوص الرواية في عالم كيميا, بعدما قرأنا عنها لماماً في رواية قواعد العشق الأربعون للكاتبة التركية إليف شافاك, الحقيقة هذه قراءتي الثانية لرواية "بنت مولانا" للكاتبة البريطانية مورل مفروي, الرواية صادرة عن دار نينوى, تغوص في العلاقة التي نشأت بين "مولانا" جلال الدين الرومي, وشمس الدين التبريزي, الوافد حديثاً إلى قونية, والذي أحدث قدومه, انقلاباً من ناحية علاقة مولانا بمريديه, وبأهل بيته, وعلاقة كيميا التي اتخذها ابنة له, بشمس الدين التبريزي.

بنت مولانا "كيميا" هي القصة هذه المرة, منذ حمل أمها أفدكيا بها, وتنبؤ عابر سبيل أنها ستكون بنتاً, وطلبه بتسميتها كيميا, لأن مستقبلها سيكون مختلفاً, حتى مجيء كيميا إلى الحياة, والغرابة التي عاشتها في كنف عائلتها, والاختلاف الذي ميّزها عن بنات جيلها.

إرسال كيميا إلى قونية لتلقّي علومها, كان بتوصية من الأب كريستوم, الذي اكتشف في كيميا حبها للعلم, الأمر رفضه فاروق والد كيميا لعدم احتماله العيش بدونها, وإرسالها بعيداً إلى قونية, إلى بيت مولانا, حيث تكتمل الحكاية. يضطر والد كيميا في النهاية للموافقة, فاصطحبها إلى هناك بحثاً عن بيت جلال الدين الرومي, لتعيش مع عائلته لتلقّي علومها. عاشت كيميا في كنف عائلة جلال الدين الرومي, بجو من الألفة, حيث واكبها مولانا, حتى وصول شمس الدين التبريزي.

وصول شمس الدين التبريزي إلى قونية كان له وقع الزلزال على قونية, وأهلها, مروراً ببيت مولانا, حتى ضرب هذا الزلزال بقلب كيميا. كيميا التي اعتادت منذ صغرها على التقوقع داخل نفسها, وعدم الحديث عن مكنوناتها الداخلية, حيث اعتاد أهلها ومقرّبوها على حالتها, ظنّت بزواجها من شمس الدين أنها ستحيا حياة طبيعية مع زوجها, لتدرك أن الأمر مختلف كلياً عمّا اعتقدته.

معاناة كيميا التي عاشتها داخلها, لم تبُح فيها لأحد حتى زوجة مولانا كيره, التي كانت تشعر بما تمر به كيميا, فواظبت على التخفيف عن كيميا, من أجل تخفيف عذابها. هذا العذاب الذي لم تفهمه كيميا ذاتها, أودى بها إلى التقوقع أكثر فأكثر, وصولاً إلى المرض, فـ... الموت.

من يقرأ هذه الرواية, لا بد أن يُصاب بشرارتها, ببداعة الأسلوب الذي اعتمدته الكاتبة التي أجادت نقل أجواء الرواية بكل حرفية, فتقمّصنا الزمان والمكان, تخيّلنا كيف يكون شكل الردهة الفاصلة بين غرفة كيميا وغرفة شمس الدين التبريزي, كما عايشنا المشاعر التي أحسّتها كيميا بهذا الحب المكتوم داخل صدرها. عشقها لشمس الدين, زوجها تجلّى منذ اللحظة الأولى التي التقت فيها عيناهما. تأثير التبريزي كان قوياً على كل من صادفه, حتى مولانا تخلى عن مريديه وتلامذته, بعد قدوم شمس الدين التبريزي, الذي عاش معه عشق الله.

هذه رواية عاطفية بامتياز, عميقة, تجول في المشاعر الداخلية التي اختبرها أبطال الرواية, ليست رواية تقليدية, بل هي رواية عن الحب, ذاك الشعور الذي لا نعرف كيف نصفه, أو كيف ننقله لمن نحب, هو الحب الذي عاشته كيميا مع شمس, لكنه حباً مكبوتاً, مكتوماً. سيما وأن شمس الدين كان مأخوذاً بالعشق الصوفي, فكان يطلب من كيميا دوماً أن تفرّق بين حبها له وحبها لـ الله.

الرواية متوفرة في مكتبة عزازيل
للمزيد من المواضيع والتدوينات يمكنكم زيارة صفحة المدونة على الفايسبوك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Publisher ID: pub-7408538024772291

Adbox