LightBlog

الأحد، 27 يوليو 2025

وفاة زياد الرحباني: رحيل عبقري الكلمة والموسيقى



توفي زياد الرحباني، المؤلف والموسيقي والمسرحي اللبناني الذي غيّر مفهوم الفن والموسيقى والمسرح في العالم العربي منذ السبعينات. هذا الخبر المؤلم الذي هزّ لبنان والعالم العربي، ما زال يصعب عليّ تصديقه.


طلعت صحيحة الخبرية!

ها هو زياد الرحباني قد رحل، رغم قساوة الاعتراف، وعدم تمكني من تصديق الخبر، لكنه أصبح واقعًا!
انتظرتُ البارحة بيان نفي، أو رد بطريقة السخرية من زياد نفسه، انتظرتُ طويلًا، استيقظتُ صباحًا، علّه كابوسًا قد أصابنا، الموت حق صحيح، وكلنا سنلحق بهذا الركب، لكن فكرة عدم وجود زياد في الحياة، فكرة مزعجة، وكأن الكون قد خلا، وكأن الهواء قد انقطع فجأة، ليس بسبب الطقس طبعًا، بكل بساطة لأن زياد رحل!

لن أسرد تاريخه الفني هنا، إذ من لا يعرف زياد الرحباني،  المؤلف والمسرحي والموسيقي، ابن السيدة فيروز وعاصي الرحباني، عُرف بأعمال مثل 'سهرية' و'نزل السرور' و'بالنسبة لبكرا شو'. شكّل ظاهرة فنية وثقافية لا تُنسى، وكان صوته المستقل والساخر مرآة لمجتمعه. من لم يرافقه في نشأته، أو من لم بتأثر بأفكاره، موسيقاه، أو حتى لم يحفظ مسرحياته. اليوم عزاء، لا داعي للتعريف بهذا العبقري، هذا الإنسان إلى أبعد حدود، لم أفوّت حفلة له، اقتربت منه، أخبرته كم أحبه، كيف أنه رافقني منذ تشكّل الوعي لدي، كان ممتّنًا، مبتسمًا، كعادته، يخجل من الإطراءات، لكنه أكبر بكثير من كل كلماتنا.

أفكّر في فيروز وريما، تُرى كيف حالها وهي أمه، بماذا تشعر؟ كم من الصبر عليها أن تجترع كي تستوعب ما حدث، إذا كنا نحن مريديه ومحبيه، نجد صعوبة في فهم ما جرى، فما بالكم بقلبها هي؟!

عشتُ في زمن زياد الرحباني، رأيته شخصيًا، تحدثتُ إليه، حفظتُ مسرحياته، كلماته، حتى مقالاته كنتُ أنتظرها قبل موعد نشرها في جريدة الأخبار، دومًا ما كنتُ أنتظر تصريحاته أو تعليقه على كل ما يجري، ربما ما جرى أتعبه أكثر من الكبد، ربما لم يعد يشعر أن "في أمل"، فقرر الرحيل، أراد الرحيل، فحطّ رحاله!

كم سيكون صعبًا وموحشًا عالمًا لست فيه يا زياد، كان يكفيني أن تكون هنا، نتنفس الهواء نفسه، نعيش الأحداث ذاتها، ربما ما يعزّيني أنك لم تبخل علينا يومًا، بُعد نظرك جعل كل أعمالك وكأنها وليدة اليوم، ربما هو التاريخ أو ربما استشرافك للمستقبل، عبقريتُك يا زياد أتعبتك وأتعبتنا، أن يكون كل ما قلته يتماشى مع أي حدث، شيءٌ فيه من الذكاء والحزن في نفس الوقت، لن نسأل بعد الآن: بالنسبة لبكرا شو؟

رغم أنه "دايما بالآخر في آخر، في وقت فراق" سأظل أحبك "بلا ولا شي" كما كنت، كما أنت!

#زياد_الرحباني #رحيل #وفاة #موت #فيروز #سهرية #شي_فاشل #بالنسبة_لبكرا_شو #وفاة_زياد الرحباني #مسرحيات_زياد_الرحباني #أعمال_زياد_الرحباني #رحيل_زياد #الفن_اللبناني #الأغنية_السياسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Publisher ID: pub-7408538024772291

Adbox