اخر التدوينات

LightBlog

الخميس، 5 مارس 2020

وردة! (قصة قصيرة)

أهدته وردة, وهي تدرك أنه لن يقوَ على اتلافها


اختفى عادل فجأة, بدأ رفاقه بالبحث عنه, فالفيلم على وشك أن يبدأ وهم لم يقطعوا تذاكرهم بعد, كانوا لا يزالون وافقين في الخارج, رغم البرد القارس, كان عادل يرتدي قميصاً وبنطالٍ من دون جيوب, على عكس رفاقه الذين تدثروا بالسترات الواقية من البرد, كانوا يتسامرون ويتفحّصون المارة في الدخول والخروج من قاعة السينما, وحين انتبهوا الى الوقت, اكتشفوا أن عادل اختفى.

كانت والدة عادل قد أوصت سليم ألاً يغيب عادل عن ناظريه, فهي لا تريد اعطائه فرصة كي يذهب لملاقاة نسرين, لم تحبها يوماً, وابنها مصرّ على عدم هجرها, فهي حبيبته, كما كان يقول لوالدته خلال مشاجرتهما اليومية حول نسرين, وهي كانت تدرك برفض عائلة عادل لها, لكنها بقيت مصرّة على علاقتها به, ولم تكن تفوّت فرصة كي تلتقيه ولو لثوانٍ, يخطفانها, في غمرة انشغال الجميع.

لم تألُ نسرين جهداً كي تستفز والدة عادل, هي أصلاً لم تكن متعلقة بعادل يوماً, لم تبادله حبه الكبير لها, كانت تستلطفه ويعجبها تعلقه بها, لذلك في كل لقاء بينهما كانت تتعمّد ترك أثر ما على عادل, كي تعرف والدته انه قابلها, ولا يزال يقابلها رغم كل المشاجرات بسببها, حتى ان والده طرده مرة من البيت, لأنه صرخ في وجهه دفاعاً عن نسرين, فقام والده بصفعه وأمره بالخروج من المنزل, وصفق الباب خلفه بقوة. 

رغم ذلك بقي عادل مع حبيبته, هي أصلاً لم تمنحه الفرصة كي ينساها أو حتى يخففا من لقاءاتها التي لا تتعدى الثواني, لكن والديه لا يعرفان ذلك, اذ أن الأثر الذي كانت تتركه نسرين على وجنتي عادل أو ثيابه, كان يوحي بلقاءات طويلة, رغم ان العلاقة بينهما لا تتعدّى القبلة على الخد! 
 مرة تعمّدت نسرين أن تقبّل عادل على ياقة قميصٍ كان يرتديه, قبّلته سريعاً وهي تدرك أن أحمر الشفاه الذي وضعته عمداً لا يزول بسهولة, وأن والدة عادل سترى أثر القبلة, بلا شك!

أهدته وردة, وهي تدرك أنه لن يقوَ على اتلافها أو التخلص منها, واثقة هي من مدى تعلّقه بها, وبكل أشيائها, لذلك سيحتفظ بالوردة, وستراها والدته, وسيعود غداً لملاقاتها ان هي طلبت ذلك, في كل مرة كان يحاول فيها المراوغة أو الاستسلام لرغبات والديه, كان يلبي نداءها فوراً, ناسياً كل تعهداته لوالديه. 

هذه المرة بعثت له برسالة على الواتسآب, أخبرته أنها تتنظره, وأن لديها شيئاً هاماً لتقوله له, استغلّ انشغال رفاقه بالحديث مع رواد السينما, وانطلق هو مسرعاً اليها, كانت تنتظره في المبنى الخلفي لقاعة السينما. في رسالة أخرى ألحقتها بالرسالة الأولى على الواتسآب هددته بالتوجّه اليه حيث هو مع رفاقه ان لم يأتِ اليها, لم يدم لقائهما عدة ثوانٍ حتى ظهر من جديد أمام رفاقه, حاملاً وردة حمراء!

للمزيد يمكنكم زيارة صفحة المدونة على الفايسبوك 

أعجبتكم القصة؟ هل تودون الحصول على قصص قصيرة بالفكرة التي تختارونها؟ بإمكانكم التواصل معنا عبر الضغط على زر راسلنا الموجود في أعلى الصفحة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Publisher ID: pub-7408538024772291

Adbox