اخر التدوينات

LightBlog

الأحد، 14 يوليو 2019

تموز... عندما يصبح النصر قدراً


المقاومة طريق النصر

تلك اللحظة التاريخية في ليل من ليالي تموز 2006, تسجيل صوتي لقائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصرالله, كفيل بتغيير تاريخ المنطقة العربية, والعالم بأجمعه حتى. ذاك الصوت المنبعث من الراديو, يعلن فيه عن تدمير البارجة العسكرية التابعة لكيان العدو الاسرائيلي, بعد أن طلب السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله منا النظر إلى البحر ورؤية البارجة البحرية الاسرائيلية تحترق, على إثر إعلان الكيان الصهيوني الحرب على لبنان والمقاومة, بعد أسر حزب الله جنديين اسرائيليين على الحدود اللبنانية, الفلسطينية المحتلة.

عن تلك اللحظة التي أعلن فيها السيد نصرالله عن بدء المفاجآت لهزيمة الكيان الصهيوني ومن وراءه, والتي تمثّلت في تدمير البارجة الحربية الاسرائيلية المتمركزة في البحر... من هنا تغيّر التاريخ ودخلنا في عصر الانتصارات, تلك الانتصارات التي تمنّع عنها الكثير من الأنظمة العربية, التي اتخذت دوماً خيار الاستسلام والهزيمة, تبعاً لنظريهم القائلة باستحالة هزيمة الجيش الاسرائيلي, ليثبت حزب الله متمثلاً بالسيد نصر الله, أن هزيمة الجيش الذي كان لا يُقهر, ممكنة, بل وحقيقة.

كل ما حملته ليالي تموز المعتم بفعل القصف الاسرائيلي المجنون للمناطق التي يتمركز فيها جمهور المقاومة, وقصف الجسور ومحطات الكهرباء, والصمود الذي قام به المقاومين, جعل العالم كله يُدرك أن زمناً جديداً قد بدأ, زمن القدرة على ردع همجية وعدوان الاسرائيلي, الذي ظن أنه بامكانه التدمير والقصف, دون أن يلقى مقاومة, فإذا به يعيش حالة الهزيمة!

هذه التدوينة ليست لسرد أحداث عدوان تموز 2006, بل هي لتقديم دليل أن فعل المقاومة لا بد أن يحصد نصراً, مهما طال الزمن, وأن الاستسلام ليس إلا مبدأ المهزومين. هي قوة الردع التي أتقنها حزب الله, وقبله المقاومة الوطنية المتمثلة بالحزب الشيوعي وغيره من قوى المقاومة التي قاومت على مدى السنوات, ورفضت الذلّ.

ومن لبنان, إلى فلسطين, التي علّمتنا المقاومة, وكيفية التصدي للغطرسة الصهيونية, بأقل الإمكانيات الممكنة, الشعب الفسلطيني الذي لا يزال يقاوم حتى اليوم, وسيبقى, رغم كل الخذلان الذي عرفه من أولئك الذين يُفترض بهم الحفاظ على جوهر القضية, وعدم المساس بالحقوق الفلسطينية, والتفريط بحبة تراب واحدة من الارض الفلسطينية. الانتفاضات المتتالية التي خاضها الفلسطينيون, على مرّ السنوات, أثبتت أن المقاومة, على أشكالها, كفيلة بتحقيق النصر, أن المقاومة على الأقل ذكّرت العالم بأسره أن هناك أرض وشعب وجغرافيا, وتاريخ, لن يمحوه بضعة اتفاقات مشؤومة, آخرها صفقة القرن.

تموز, الذي "دوخ" العالم, حسب تعبير الفنانة الملتزمة جوليا بطرس, هو الذكرى السنوية لاستشهاد واحد من أفضل الأدباء الذي أثّروا كثيراً في مسيرة المقاومة, أعني الكاتب الفلسطيني والمناضل غسان كنفاني. يُعدّ كنفاني من رموز النضال والمقاومة التي عرفتها فلسطين, قاوم بكتاباته, وأفكاره. حملت جميع رواياته وقصصه ذاك النَفَس المقاوم الذي دعا إلى التحرّر الفلسطيني, بل كان دوماً الصوت الذي يدعو إلى النضال, كرّس كتبه ومقالاته للحديث عن الفلسطينيين ومعاناتهم منذ النكبة وبعدها, ولعل روايته الأشهر "عائد إلى حيفا" أبرز ما كُتب عن النكبة التي عاشها الفلسطينيون, على إثر دخول قوت الجيش الصهيوني لفلسطين واحتلاله الأرض, إثر وعد بلفور المشؤوم.

غسان كنفاني, المولود عام 1939 في عكا, لم يكن كاتباً وحسب, بل كان منضوياً في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, التي كان يترأسها المناضل الراحل جورج حبش, وبذلك شكّل خطراً على المنظومة الصهيونية مما دفعها إلى قتله يوم 8 تموز من العام 1972, من يقرأ غسان كنفاني يُدرك أن المقاومة لا تنحصر بالسلاح وحده, بل إن الثقافة هي وجه من وجوه النضال, والوقوف في وجه المحتل.

نصر تموز اللبناني, هو انتصار للفكرة ككل, فكرة أن ترفض الاحتلال, وألاّ تساوم على وجودك, على أرضك, على تاريخك, من فلسطين إلى لبنان, وبالعكس, هي فكرة الصمود, النضال بكافة أشكاله, أن تؤمن بالقضية, بأن الأوطان كي تستحق أبنائها, عليهم أن يدافعوا عنها, الانتصار الذي شكّل بداية الهزيمة للكيان الصهيوني, هو تلك القشعريرة التي نعاود الشعور بها في كل مرة نستمع فيها إلى التسجيل الصوتي للأمين على المقاومة "أنظروا إلى البارجة البحرية في وسط البحر, تحترق"!

أخيراً, تتواجد كتب وروايات غسان كنفاني في مكتبة عزازيل مع حسم يصل إلى 50% ليوم الجمعة, وكل نصر ونحن وفلسطين بخير!
لزيارة صفحة المدونة على الفايسبوك يمكنكم الضغط على هذا الرابط: مدونة بيسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Publisher ID: pub-7408538024772291

Adbox