في كل مرة أشعر أنني بحاجة لتجديد أفكاري، أو شحن طاقتي، ألجأ إلى جنوب لبنان، المكان الذي عشتُ فيه ما يقرب ال 20 عامًا، وبنيتُ فيه عالمي الخاص الذي أحبه.
الجنوب ليس مجرد مكان ألجأ إليه، إنه الملاذ الوحيد الذي يمنحني ذلك الشعور بالطمأنينة والانتماء، جولة في السيارة أو زيارة أحد الأحباب يكفي كي أشعر أنني على قيد الحياة!
نزور أماكن كثيرة، نتعرّف إلى العديد من الوجوه، لكن الأثر الداخلي يختلف في كل بقعة على اختلافها، قد يُفضّل البعض باريس، لندن، أو حتى إيطاليا. سافرتُ إلى أيطاليا، البندقية تحديدًا وأحببتها كثيرًا، لكن الجنوب لديه وقعٌ مختلف على روحي، قضاء يومٍ كامل في طرقاته، او بيوته، كفيلٌ بتجديد كل الخلايا💗.
لذلك أحرص من وقتٍ لأخر، منذ نهاية الحرب (!) على ممارسة طقوسي وزيارة الجنوب لو ليومٍ واحد... في الجنوب كل شيء مختلف، بدءًا من الهواء الذي يُنذرك أنك في بداية الطريق إلى أرض القداسة، النسمات العليلة التي تُنسيك رطوبة الساحل، الطرقات، البيوت، و... مكتبتي!
مكتبة عزازيل التي لا زالت تحتفظ باليافطة، وكأنها تأبى أن تذهب بالإحدى عشرة عامًا مرور الكرام، هنا بداية حلمي، هنا الجدران التي احتوتني، هنا الحكايا، هنا المكان الذي شهد على ولادتي وتكويني، يأبى أن يتحوّل إلى مجرد ذكرى جميلة، هي مستمرة كفكرة. عزازيل كفكرة لن تنتهي، لأنها البداية لأحلامٍ متفرّعة، حتى متجري أطلقتُ عليه اسم عزازيل، لأنني على يقين أن هذا الحلم لم يكتمل بعد!
من أجل ذلك كله، في الجنوب أشعر أنني في بيتي، في وطني، في الجنوب فقط أشعر بالانتماء! البعض يعتبر أن مسقط رأسه، أو المكان الذي نشأ فيه هو وطنه، لكنني أعتبر أن هذه النظرية خاطئة، الإنتماء لا علاقة له بمسقط الرأس، بل بالمكان الذي يُشعرنا بالسعادة والطمأنينة، لا يهم أين، ما يعنيني هو المكان الذي أتجدد معه في كل مرة أتواجد فيه.
سلامٌ على الجنوب بكل ما فيه، بكل من فيه!
#مكتبة_عزازيل #وطن #جنوب_لبنان #الإنتماء #نادين_عيسى #عزازيل_هاندمايد


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق