لستَ وحدك، إيدي أيضًا ظل طوال حياته يتساءل عن معنى وجوده، كان يعتبر أن حياته رتيبة ومملة، كان يعيش حياته بطريقة روتينية مفترضًا أنه يفعل المطلوب، بقي يصارع طوال حياته فكرة أنه كان بإمكانه اختيار وظيفة أخرى له، عذّبه شعور أنه لم يحاول التغيير يومًا، أو اختيار طريقًا آخر لدربه.
في رواية "خمسة تقابلهم في الجنة" للكاتب النيوجيرسي ميتش ألبوم، يجول بنا إلى أعماق إيدي، بطل الرواية، الذي أمضى حياته متسائلًا عن معنى وجوده، وكيف غيّرت الحرب منه، كمحارب قديم، جُرح أثناء مشاركته في الأعمال العسكرية، مما أدى إلى جروح وندوب في ساقه، ليتحوّل به الأمر إلى عامل صيانة في إحدى الملاهي.
الجنة هنا، ليست المفهوم الإعتيادي الذي يُدركه البشر، بل هي فكرة أعمق بكثير، يجد فيها إيدي، بطل الرواية، كل الإجابات التي دارت في باله طوال سني عمره، ليُقابل هناك خمسة أشخاص إرتبط بهم في الدنيا، بطريقة أو بأخرى، يستقي منهم الدروس، يفهم بشكل أوضح كافة الأشياء المبهمة التي كانت تؤرقه ، والأهم كيف شكّل وجوده في الدنيا أهمية، لم يكن يراها وهو على قيد الحياة.
ما يُميّز هذه الرواية أنها تبدأ من النهاية، فتتركنا كقراء متشوقين لمعرفة ما الذي حدث مع إيدي، كيف انتهى به المطاف بعد كل ما مرّ في حياته من محن، أوجاع، وخسارات.
هي رواية مختلفة عن السائد، لا يُمكن حصرها بفئة أو تصنيف معين، تقع في 208 صفحات، صادرة عن النادي الثقافي العربي عام 2019.
بعض الإقتباسات من الرواية:
- الحب مثل المطر، يمكن أن يُسقى من أعلى، يغمُر العشّاق بفرحة فيّاضة، لكن أحيانًا، وسط سخونة الحياة الغاضبة، يجفّ الحب من السطح، فيحتاج إلى ريّ من الأسفل، إلى رعاية جذوره، إلى إبقائه حيًّا.
نحن نتحرك كل يوم بين أماكن لم تكن لتوجد قطّ لولا الناس الذين جاءوا من قبلنا. أماكن عملنا، حيث نقضي تلك الأوقات الطويلة - كثيرًا ما نظن أنها بدأت لدى وصولنا، هذا ليس صحيحًا.
التضحية جزء من الحياة، يُفترض بها أن تكون كذلك، إنها ليست شيئًا نندم عليه، إنها شيءَ نطمح إليه. تضحيات صغيرة، تضحيات كبيرة.
ما من حياة تضيع هباءًا، الوقت الوحيد الذي نضيّعه هباءًا هو الوقت الذي نقضيه في التفكير أننا وحدنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق